ما يجب ان تعرفه عن حالة الوعى المغايرة و الإدراك الحسى

تشير البيانات الواقعية إلى وجود حالة الوعي المغايرة، وهي حالة ذهنية يخسر المرء فيها الإحساس بالهوية سواء في تمييز هويته الجسدية أو الإدراك الحسي الطبيعي. يمكن للأفراد الدخول في هذه الحالة من خلال عدد من الأسباب، وتعتبر الإدراك الحسي جزءًا أساسيًا من هذه الحالة. يتم تنظيم وتحديد المعلومات الحسية وتفسيرها لتمثل وتفهم المعلومات أو البيئة. علاوة على ذلك، بعيدًا عن الإدراك الذاتي، فإن العلاقة بين حقائق الواقع والإدراك الذاتي تظل ملتبسة وتحتاج إلى مزيد من التحسين والتنمية. ومن المثير للاهتمام أن الفهم الحسي الجزيئي هو المعطى الحسي المباشر للوعي المباشر مقابل موضوع العالم الطبيعي. في المجموع، نحن نتطلع إلى إدراك أفضل لحالات الوعي المغايرة والإدراك الحسي، وكيفية تشجيع المزيد من البحث والتقدم في هذا المجال.

حالة الوعى المغايرة | المشكلات السلوكية | الإدراك الحسى

ما يجب ان تعرفه عن حالة الوعى المغايرة  و الإدراك الحسى و المشكلات السلوكية

ما هي حالة الوعي المغايرة

 حالة الوعى المغايرة هي حالة ذهنية يفقد معها المرء الإحساس بهويته سواء أكانت هويته الجسدية أو إدراكه الحسي الطبيعي .حيث يمكن للشخص أن يدخل هذه الحالة من خلال تعطيل الإحساس أو الإفراط  منه أو قد ينجم عن خلل في التوازن الكيماوي العصبي ،  حدوث الحمى ، أو الصدمة النفسية. كما يمكن للشخص أن يصل لحالة الوعي المغايرة من خلال الإستغراق في ترديد الكلمات أو الأناشيد أو ممارسة التأمل أو الدخول في حالة نشوة أو تعاطي مواد مخدرة أو مؤثرة على الإدراك. وغالباً ما يشكك معظم العلماء في الشهادات التي يصرح بها الصوفيون والمتأملون الذين يزعمون بأن دخولهم حالة الوعي المغايرة يجلب لهم التنوير أو  الإرتقاء ، لكن باحثين آخرين وبالتحديد من يبحثون في الباراسيكولوجي (ما وراء النفس) يصرون على أهمية اعتراف العلم التقليدي بقيمة دراسة حالات الوعي المغايرة وبأن عليهم مواجهة حقيقة أن ما يعلمونه عن المفهوم الأساسي للوعي هو ليس كل شيء. ويرى معظم الباحثين في الباراسيكولوجي أن على العلم أن يتخلى فكرة مفادها أن :" حالة اليقظة والوعي العقلاني هما الشكلان الوحيدان  لأي دراسة ذات قيمة أما باقي الحالات الأخرى هي مجرد أشكال مرضية "

حتى أن الباحثين الذي درسوا مفهوم الوعي البشري يشيرون إلى أن المرء يمكن أن يمر بحالات متعددة من الوعي المغاير وذلك خلال يوم واحد ، والبعض يقوم بتنظير ذلك على أن هناك 6 حالات من " الوعي اللاإنعكاسي "  تتميز بغياب الوعي الذاتي ونذكرها كما يلي: 

حالات الوعي اللا إنعكاسي - حالة الوعى المغايرة 

  • أحاسيس جسدية،  تسببها الوظائف الجسمية وتتميز بإدراك "لا إنعكاسي" في الأعضاء والأنسجة للجهاز الهضمي والغدد والجهاز التنفسي وأجهزة أخرى. وهذا الإدراك لا يصبح وعياً ذاتياً إلا بعد تنبيه ناجم عن الألم أو الجوع مثلاً مما يزيد من قوة تلك الأحاسيس الجسدية .
  • الذكريات المخبأة التي لا تتحول إلى وعي ذاتي إلا بعد أن يعيد المرء تفعيلها.
  • الغيبوبة ، التي يتسبب بها المرض أو نوبات الصرع أو الإصابات المادية في الدماغ وتتميز  بوعي "لا إنعكاسي" يستمر ليشمل البنية العضوية بأكملها.
  • خدر /إنشداه ،  ناجم عن هوس أو إختلال ذهاني أو تناول مفرط للمشروبات الكحولية و يتميز بنقص كبير في القدرة على إدراك الاحاسيس القادمة.
  • النوم خارج مرحلة حركة العين السريعة
  • ويحدث خلال جزء طبيعي من دورة النوم في الليل أو أثناء غفوات النهار ويتميز بكمية منخفضة من
  • النشاط الذهني والتي يمكن إسترجاعها أحياناً بعد الإستيقاظ.النوم خلال مرحلة حركة العين السريعة  وهي جزء طبيعي من دورة النوم في الليل وتتميز بنشاط ذهني يعرف باسم " الأحلام "

حالات الوعي الإنعكاسي (الذاتي)

  1. الوعي الناشط : وهي حالة وعي يقظة يومية وتتميز بالتنبه ، المنطق والعقلانية ، والتفكير بالسبب والنتيجة ، وتوجيه الأهداف ، في هذا المستوى من الوعي يشعر المرء بأنه متحكم بنفسه ولديه القدرة على التحرك بإرادته إنطلاقاً من نشاط إدراكه الحسي الخاص وباتجاه تفكيره الخيالي ، إلى  طريقته في تكوين الفكرة ، وإلى نشاطه الحركي.
  2. الوعي السباتي (المتكاسل)،  ويتميز بخمول في النشاط الذهني ناجم عن إجهاد أو حرمان من النوم ، مشاعر بالإكتئاب أو بسبب أدوية معينة. 
  3. الوعي الزائد (المتنبه)،  يحدث عند لحظات الحذر شديد ، مثل مهمة حراسة أو مراقبة طفل مريض أو قد تسببه بعض الأدوية مثل أمفيتامين 

الحالات المغايرة للوعي

طرق صوفية ، يداً بيد لاحظ انغماسهم في الحالة يمكن إعتبار مستويات أو أنماط من الوعي (على إختلاف درجاته) "حالة الوعي المغايرة" وذلك عندما تتضمن ما يلي:

الوعي المنتشي ،  يتميز بأحاسيس قوية ومشاعر متأججة وهو ينجم عن الإثارة الجنسية  أو اتقاد الحماسة الدينية أو بسبب  تناول أدوية معينة.
الوعي الهستيري ، وناجم عن الغضب العارم ، الغرور ، الخوف ، القلق العصبي ، سلوك الغوغاء العنيف  أو بسبب أدوية معينة،  وعلى عكس "الوعي المنتشي" الذي يكون ساراً وإيجابياً  يكون "الوعي الهستيري" مدمراً وسلبياً.


ما يجب ان تعرفه عن حالة الوعى المغايرة  و الإدراك الحسى و المشكلات السلوكية

الوعي المجزء ،  يحدد من خلال النقص في تكامل أجزاء الشخصية ،  وغالباً عن ينتج عنه هوس ، إضطراب عصبي ،  فقدان الذاكرة أو شخصيات متعددة أو إنفصام بها ، ومثل هذه الحالة من الوعي تنجم عن إجهاد نفسي يدوم لفترة من الزمن. ويمكن كذلك أن يحدث مؤقتاً بسبب حادثة أو تعاطي مواد مؤثر على العقل كالمخدرات.
الوعي المسترخي ، ويتميز بانخفاض في النشاط الذهني والسلبية ونقص في النشاط الحركي،  وهذه الحالة يمكن أن تحدث بسبب نقص في التنبيهات الخارجية مثل الإستحمام تحت أشعة الشمس ، أو الطفو على الماء أو بسبب أدوية معينة.
أحلام اليقظة ، ناجمة عن الضجر والعزل الإجتماعي أو حرمان حسي.
وعي الغشية ، ينجم عن إستغراق لمنبه وحيد مثل صوت المنوم الإيحائي ، صوت دقات القلب ، ترديد كلمات ، أدوية معينة أو الغشية الناجمة عن  الطقوس أو الرقص البدائي.  وتتميز حالة الغشية بتركيز محوري على منبه  محدد مع إهمال أي شيء آخر

الوعي الموسع : وهو يتألف من 4 مستويات وهي

أ - المستوى الشعوري 

 يتميز بتقارير ذاتية عن المكان والزمان وصورة الجسد وعن تغيرات في الإنطباعات

ب- المستوى التحليلي الجماعي :

يستدعي ذكريات من ماضي حياة المرء ويزوده ببصيرة تطال الذات والعمل والعلاقات الشخصية .

ج- المستوى الرمزي : 

يتميز ببصيرة جلية للرموز الدينية والتاريخية والأسطورية .

د - المستوى المتكامل : 

وفيه يخضع المرء لتجارب قوية في التنوير الديني وفي تحليل ذاته يواجه فيها الله أو كائن رباني آخر .

قد ينجم كل مستوى من المستويات المذكورة أعلاه عن أدوية لمعالجة الإختلال الذهني أو التنويم الإيحائي أو التأمل أو الصلاة أو خلال جلسات التحليل النفسي ،و ربما تحققت نقاط التحول الكبيرة في تاريخ البشرية على مر العصور سواء على الصعيد  المادي أو الروحي إنطلاقاً من هذه المناطق الغير مدروسة والمجهولة من الدماغ.

هناك أسباب متعددة وراء بقاء نظرة التشكك لدى غالبية الباحثين العلميين حول حقيقة مستويات الوعي المغايرة مثل سوء استخدام التنويم الإيحائي من قبل هواة أو جهل من قبل الأخصائيين (بمن فيه الجمهور) بالعمليات الإبداعية أو عائد إلى النتائج الكارثية عن استخدام حمض الليسرجيك ايثيلاميد 

(له مؤثرات نفسية مثل تفكير مغاير أو إحساس مغاير بالزمن وبالتجارب الروحانية ) ومواد مخدرة أخرى مؤثرة على الإدراك،  وغالباً ما تصبح أوصاف الإلهام الصوفي مبهرجة على لسان العرافين المتنبئين وطرقهم الصوفية حيث يترجمون تجارب حالات الغشية  لديهم إلى لغة  ذات توجه علمي في المجتمع.

وكثيراً ما ربط عباقرة الإبداع في الإلهام أوالوحي الذي أتاهم بـ " الجنون " ،  وحدث أن قارن الموسيقار بيتر إيليش تشايكوفسكي (1840-1893) سلوكه خلال فترات إبداعه مع "رجل مجنون". ومثل تلك المقارنات مؤسفة ولسوء الحظ لا يوجد لدى ثقافتنا في العصر الحالي إلا نماذج يسيرة العدد ولا تربط بين الإبداع والجنون.

وقد كتب (ويليام جيمس) (1842-1910) وهو رائد كبير في دراسة الوعي : " نجد في تنوع الخبرات الدينية أمر نطلق عليه "الوعي المستيقظ" وهي ليس إلا نوعاً خاص من الوعي وفيه نماذج كامنة من الوعي المختلف كلياً وقد يعيش معظم الناس حياتهم من دون أن يشتبهوا بوجودها ... ولكن عند تطبيق الحوافر اللازمة وبلمسة واحدة يكونون رهن إشارتها بكليتهم مرة واحدة..  لكن هذه النماذج من الوعي مهملة".

لاستكمال الموضوع شاهد هذا الفيديو





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-